زعيم الدردشة مشرف عام
رسالة SMS : [/scroll] مَــزَآجـــِي اَلْيُـــــومْـ : عدد المساهمات : 129 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 09/05/2009 العمر : 28 الموقع : مفيش المزاج : عالى جدا ومش هتوصلولوا
| موضوع: الموت(الجزء الثانى) الجمعة مايو 29, 2009 1:35 pm | |
| وجاء الجزاء ، انتهى الكدح وجاء التكريم ، انتهى السعي وجاء ترجمة قوله تعالى :
(سورة الزمر)
النظرة السوداوية للموت ينبغي ألا تكون في حياة المؤمن ، مرحباً بالموت كما قال بعض أصحاب رسول الله ، والكلمة المشهورة جداً والتي تعرفونها ، كان القادة المسلمون يقولون لأعدائهم جئناك بقوم يحبون الموت كما تحبون أنتم الحياة ، لكن والله الذي لا إله إلا هو لو كان الإنسان شارداً ، أو عاصياً ، أو بعيداً ، فذكر الموت ينخلع له قلبه فهو شيء مخيف .
مرّةً سألت طبيباً مختصاً بالقلب : صف لي بعض حالات النزع ، قال : خوف ورعب ، أحياناً يضغط على جبهته ، وأحياناً يصرخ بويله وأحياناً يأتي الإنسانَ عند الموت ألمٌ ينسيه كل متع الدنيا يقول لم أر خيراً قط وأحياناً يأتي الموت كعرس للمؤمن ، كتحفة للمؤمن .
موضوع الموت طويل ، لكن الذي أراه إن شاء الله من حين إلى آخر أن نعالج بعض موضوعاته المتسلسلة وله موضوعات كثيرة ، لكن طبعاً الموضوع يبدأ في الدنيا ، فمثلاً لقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تمني الموت وهذا أول موضوع ، والموضوع الثاني خيركم من طال عمره وحسن عمله ، وهو موضوع متوازن جداً ، فموضوع الموت فيه بضع
عشرات الموضوعات ، طبعاً في هذه الأسابيع إن شاء الله إذا أكرمنا الله وهو نعالج بعضها .
قصة ذكرتها لكم كثيراً لكن مفيدة جداً أذكركم بها ، لي صديق وهو أحد أقربائي مدرس لامع ذكي ، حياته منضبطة ، جالس مع أصدقائه في سهرة ممتعة ، وهو ذو دعابة فقال لهم أنا سوف أموت بعد حين طويل ، لماذا ؟ وكانت إجابته منطقية جداً ، قال : أنا وزني خفيف ، طعامي قليل ، أسير على قدمي كثيراً ، لا أدخن ، لا أحمّل الأمور فوق طاقتها ، لا أحمِل هموماً .
طبعاً كلامه علمي هذه كلها أسباب الموت ، الشدة النفسية أحد أسباب الموت ، الوزن الزائد أحد أسباب الموت العاجل ، الصدمات ، التدخين، والسهرة كانت يوم السبت في أحد أحياء ركن الدين ، السبت التالي كان هو نفسه تحت التراب ، لا قاعدة للموت إطلاقاً ، أحد إخواننا الكرام قال لي : أنا ولدت في أحد أحياء دمشق المتواضعة ونحن فقراء ، وكل أسرة منّا لها غرفة واحدة ، قال لي : أنا وأهلي في غرفة ، الغرفة الثانية لبيت عمي ، بيننا حائط طبلة في التعبير القديم ، زوجة عمه أصيبت بمرض عضال ، جاء الطبيب وأخطرها ، وقال لنا اكتبوا النعوة ، واستعدوا للموت ثم تحسنت تحسناً طفيفاً شيئاً فشيئاً ، ثم شفاها الله عز وجل ، قال لي هذا المتحدث : يوم قال الطبيب اكتبوا النعوة أنا ولدت في الغرفة المجاورة ، ولادته كانت في الساعة التي قال فيها الطبيب اكتبوا النعوة ، قال ثم : كبرت سبع سنوات ودخلت المدرسة ، وتخرجت من المدرسة وحللت مكان والدي في العمل التجاري ، ثم اشترينا بيتاً آخر في أحد أحياء دمشق المرموقة ، وجاءت امرأة عمي التي قال الطبيب : اكتبوا نعوتها جاءت بعد خمسةٍ وأربعين عاماً وزارتني في البيت .
هذه أطول مسافة سمعتها بعد قول الطبيب اكتبوا النعوة : خمس وأربعون سنة ، لي صديق آخر أصيب بمرض وقال الطبيب غادروا به المستشفى انتهى ، وكتب أخوه نعوته و كان بيتي يومها في العفيف ، وعندي درس الفجر قلت لنفسي: سوف أقرأ النعوة الآن على الجدران ، كنت أبحث عن النعوة لأني قبل أن أنام قيل لي انتهى ، وغادروا المستشفى والطبيب قال: انتهى ، وأحد أخوته كتب النعوة ، فلم أر النعوة صباحاً ، ثم قالوا : تحسن تحسناً طفيفاً وعاش بعد ذلك سبع سنوات ، والذي كتب النعوة مات قبله ، فليس للموت قاعدة أبداً والوقائع كثيرة ، على كلٍ نحن أمام حدث مستقبلي و لا نعلم متى يحل علينا والصحة لا علاقة لها ، قد يفجأ الموت إنساناً في أعلى درجات الصحة ، وقد يبقى الإنسان طريح الفراش ثلاثين سنة مشلولاً ، ويتمنى أقرب الناس إليه أن يموت ، لذلك أحدهم دعا دعاء : اللهم من أراد بي سوءاً فأصبه بشلل في يديه وعمىً في عينيه ، وسرطان في دمه حتى يتمنى الموت فلا يجده .
فالموت أحياناً من رحمة الله الكبرى ، حدثني أخ قال : لي والدة نربطها من أيديها ومن رجليها على السرير ، قلت له لماذا ؟ قال : لو أطلقنا يديها لأكلت غائطها وخلعت كل ثيابها وبقينا اثنتي عشر سنة نربطها مضجعة على ديوان يداها مربوطتان ، فالموت رحمة بهذه المرأة .
لذلك اقرءوا الآية الكريمة :
( سورة النحل ) | |
|