زعيم الدردشة مشرف عام
رسالة SMS : [/scroll] مَــزَآجـــِي اَلْيُـــــومْـ : عدد المساهمات : 129 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 09/05/2009 العمر : 28 الموقع : مفيش المزاج : عالى جدا ومش هتوصلولوا
| موضوع: التربية الأيمانية (الجزء الثانى) الأحد مايو 17, 2009 1:04 pm | |
| الأبوة مسؤولية كبيرة فمن فاته شيء عليه أن يستدركه بأولاده :
على كلٍ الدروس كثيرة حول هذا الموضوع ، لكن أبرز الموضوعات .. تربية ابنك تربيةً إيمانية .. التربية الإيمانية ، هناك التربية الخلقية ، وهناك التربية العقلية ، والاجتماعية ، والجسمية ، والعلمية .. الأُبوة مسؤولية ، فقط هكذا تزوجنا ورُزِقْنا أولاداً ؟! .. الأُبوة مسؤولية كبيرةٌ جداً ، وإن كان قد فات الإنسان شيء فعليه أن يستدركه في أولاده ، فكل إنسان يتمنى أن يطبق خبرته المتراكمة في أوَّل حياته .. لكن هيهات ، هذه الخبرات التي تنامت وتراكمت في أربعين أو خمسين سنة يتمنى كل أب أن يعرفه وهو في مقتبل حياته .. فإن فاته ذلك فليعطها ابنه ، والابن استمرار لوجود الأب .
أعرفُ صديقاً مقيماً في مصر ويعمل في شركة كبرى ، وصاحب هذه الشركة مسلم وله أولاد ، فذات مرَّة حضر ابن صاحب الشركة إلى مصر وسأل صديقي : أين قبر محمد ؟ .. مهندس كبير درس في أوروبا ويحمل أعلى الشهادات وهو في القاهرة ومسلم ابن مسلم ابن مسلمة ويسأل أحد موظفيه : أين قبر محمد ؟ .. فقال له صديقي : مَن محمد ؟ فقال له : النبي ! .. قبر النبي في المدينة وليس في القاهرة (إنسان يسأل سؤالاً جاداً) أحياناً الآباء يعلمون أولادهم كل شيء إلا معرفة الله ، يعلّمه أصول الطعام لو دُعِيَ إلى مائدة ، ينظر إلى ثياب ابنه ويقول له : ليس فيها تناسب ، ويعنفه .. أما إذا ترك الصلاة فليست مشكلة ، أما إذا ارتكب مخالفة في ثانويات الحياة المدنيَّة المعاصرة يقيم عليه النكير .
تعريف التربية الإيمانية :
فيا أيها الأخوة الأكارم ... نعني بالتربية الإيمانية : أن تربط ابنك بأصول الدين وبفروعه وأن تلقنه حقائق الإيمان .. الإيمان بالله خالقاً ومربياً ومسيراً ، الإيمان بالله موجوداً وواحداً وكاملاً ، الإيمان بأسمائه الحسنى كلِّها ، الإيمان بأنبيائه ورسله ، الإيمان بكتبه المنزَّلة على رسله ، الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشرِّه من الله تعالى ، هكذا فلابدّ من جهدٍ ولابدّ من وقتٍ ولابدّ من ملاحظةٍ ولابدّ من محاضرةٍ ولابدّ من وعظٍ ولابدّ من إرشادٍ .
وعلى الأب أن يعتني بتربية ابنه تربيةً إسلامية ، فلابدّ من تعليمه ومراقبته ، ومطالبته ومتابعته للصلاة والصوم والحج والزكاة ، هذا إذا كان مستطيعاً ، وفي السن التي كلِّف بها ، فكلكم يعلم أن هذا الدين عقيدة وعبادة وأخلاق ومعاملات .. عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق ، فلابد من أن يرعى الأب ابنه في هذه الكليَّات الأربع التي يتألَّف منها الإسلام .
أخطر سنٍ لتلقِّي العادات والمبادئ والقيم هو التعليم الابتدائي :
قد يقول أحدكم : هذا كلام فأين الدليل ؟ .. أي إنسان مهما علا شأنه فما قيمة كلامه إن لم يأتِ بالدليل القرآني أو النبوي؟
روى الحاكم عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال :
(( افتحوا على صبيانكم أوّل كلمةٍ بلا إله إلا الله ))
لمجرد أن يولد المولود افتح عليه بكلمة لا إله إلا الله ، وكلَّما تقدّم العلم اكتشف أن السِّن التي يلقن فيها الابن مبادئ الدين تناقصت .. كلما تطور العلم السِّن نزلت ، حتى إنني عثرت على كتاب في علم النفس ألَّفه صديقٌ لي وأنا لا أتهمه بضعف الضبط في نقل أفكاره ، فقد قرأت في كتابه شيئاً لا يصدَّق : أن الأمَّ التي تقرأ القرآن ، يخرج ابنها من بطنها متعلقاً بالقرآن ، وهو في بطن أمِّه ، والله الموضوع معقّد وطويل وقرأته وأعجبت به ، وذكرت بعض ما فيه في إحدى الخطب ، والآن لا تحضرني التفاصيل، لكن لو أن الأمَّ حملت بابنها راضيةً ، لكانت حركاته في بطنها من أعذب الحركات ، ولو أنَّها حملته كرهاً ، وكانت ترفض أن تحمله ، وتتمنى أن تسقطه .. هذا الموقف الرافض ينعكس على الابن مشاكسةً وحركاتٍ مؤلمةً في بطنها ، تلاوتها لكتاب الله تنعكس عليه ، فقد كنت لا أصدِّق أن تربيةَ الابن تبدأ وهو في البطن .. شيء كان غائباً عني والأخ الكريم مؤلف الكتاب يؤكدُّ هذا ببحوث أجنبية ، والذين اكتشفوا هذه البحوث ليسوا مسلمين ولا يعرفون كلام الله إطلاقاً ، على كلٍّ : الذي أعرفه سابقاً من دراستي في التربية : أن أخطر سنٍ في تلقِّي العادات والتقاليد والمبادئ والقيم هو التعليم الابتدائي بل والحضانة .
من طبق تعاليم النبي و أقام الصلاة و تلا القرآن جعل بيته جنة في الدنيا :
حدثنا أحد إخواننا الدعاة أن له ابناً في إحدى دور الحضانة التي لها توجيه إسلامي جيِّد ، ففي إحدى المرات استيقظوا من نومهم متأخرين وليس هناك متسع من الوقت لتناول الطعام ، فصنع له شطيرة وقال له : يا بني كُلْها في الطريق . فنظر إليه ابنه وقال : يا أبت قال عليه الصلاة والسلام :
(( الأكل في الطريق دناءة ))
[ أخرجه الطبراني عن أبي أمامة الباهلي ]
عمره أربع سنوات لقَّن أباه درساً لا ينسى ، لاحظْ : الصغار إن علّمتهم تجدهم متمسكين بما تعلموا ، مثلاً هناك تعليمات حول النظافة ، تنظيف الأسنان ، خلْع الثياب وطيِّها وتعليقها ، فلو أن الأب والأم اعتنوا عناية بالغة في تلقين أولادهم هذه الأُصول لاستراحوا وأراحوا ، فعندما يتكاسلون في تعليم أبنائهم الأشياء البديهيَّة في الحياة فالبيت ينشأ في فوضى لا نهاية لها ، وعندئذٍ خذ منهم المشاكل طوال حياتهم ، شيء غير معقول ، فوضى .
أما لو أن الأم والأب اعتنوا بتربية الأولاد وبتلقينهم العادات الصحيحة وبأصول وفن الحياة ، فهذا شيء مريح جداً .. فالإسلام هو الحياة حقيقةً ، البعض يظن أن الإسلام هو حياة ما بعد الموت .. الجنة تبدأ في الدنيا ، كنت أقول لكم دائماً : في الدنيا جنَّةٌ من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة ، فالمؤمن بيته جنَّة ، البيت جنَّة ولو كان صغيراً ، أخشن الطعام ، مع أخشن الأثاث مع أضيق المساحات ، بالإيمان وبتطبيق تعاليم النبي العدنان وبإقامة الصلوات وبتلاوة القرآن .. هذا مما يجعل البيت جنَّة في الدنيا . | |
|