زعيم الدردشة مشرف عام
رسالة SMS : [/scroll] مَــزَآجـــِي اَلْيُـــــومْـ : عدد المساهمات : 129 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 09/05/2009 العمر : 28 الموقع : مفيش المزاج : عالى جدا ومش هتوصلولوا
| موضوع: التربية الأيمانية (الجزء الرابع) الأحد مايو 17, 2009 1:25 pm | |
| القصَّة هي أحد الأساليب التربويَّة الناجحة :
دقِّقوا في ذلك فكل أب الآن مكلَّف في أن يضع بين يدي أولاده كتاب سيرة وكتاباً لسيَر صحابة رسول الله ، وإذا تمكَّن أن يلقي عليهم درساً أو يقرأ لهم قصة كل أسبوع ، فالقصَّة ممتعةٌ جداً لا جهد فيها وحفظها سهل ولا ينسونها أبداً ، فليلاحظ من يعطون الدروس للطلاب أن ثلاثة وتسعين بالمئة من جزئيَّات الدرس ينساها الطالب بعد حين ، قالوا : بعد سبعة أيام .. ولا يبقى سوى سبعةٍ بالمئة مما قرؤوه ، والآن ألقِ عليهم قصَّة ودَعْهم ستَّة أشهر ثم اسألهم عنها ، فسيعيدونها كلمةً كلمةً ودقيقةً دقيقة.. والله عزَّ وجلّ قال :
(سورة يوسف)
الله جعل القصَّة أحد الأساليب التربويَّة الناجحة ، لذلك فالأب مهما كانت ثقافته متدنِّية يمكنه أن يقرأ قصَّة لأولاده ، أو إذا كان ابنه متفوقاً في القراءة يقول له : اقرأ لنا يا بنيّ عن سيدنا سعد . فقرأ الابن ، وعلَّق الأب تعليقين أو ثلاثة ، فإذا لم يجلس الأب مع أولاده في الجمعة ساعة من الزمن فهذه مشكلة ! فأجمل موضوع وأقرب موضوع وأسهل موضوع وأمتع موضوع هو سيَر صحابة رسول الله ، هكذا وجَّهنا النَّبي قال :
(( أدِّبوا أولادكم على ثلاث خصال .. حبِّ نبيِّكم وحبِّ آلِ بيته وتلاوة القرآن ))
الموضوعات الأساسية للطفل هي الصلاة و السيرة و التلاوة :
إن صعب عليك أن تدرِّس السيرة ، فيوجد لدينا أكثر من سبعين شريطاً مسجَّلة عليهم سيرة رسول الله وصحابته ، فأسمِعْهم شريطاً في كل سهرة أو في كل أسبوع ، قل لهم : تعالوا نستمع عن سيدنا أسامة بن زيد ، فإمّا أن تتلو عليهم أنت سيرة صحابيِّ جليل أو أسمعْهم سيرة صحابيّ ، أي اجلس معهم في الأسبوع ساعة من الزمن واسمع منهم ، اسمع تعليقاتهم ، اسمع قراءتهم ، هل القراءة صحيحة ؟ أنت اقرأ لهم ، اسمعوا شريطاً ، فلابدَّ من جلسة لله مع أولادك وإلا أصبح البيت قطعة من الجحيم .
إذاً التوجيه الثاني : أدِّبوا أولادكم على حبِّ نبيكم وحبِّ آلِ بيته. أي الرسول وآل بيته وصحابته والعلماء والدعاة والشيوخ إلى يوم القيامة ، أي الذين يمثلون هذا الدين ، وتلاوة القرآن : إذا أردت أن تدرِّس الصغار فلتدرسهم تلاوة القرآن وتحفيظه وتسميعه والسيَر والصلاة هذه الموضوعات الأساسية للطفل ، صلاة وسيرة وتلاوة .
سيدنا سعد يقول : " كنا نعلم أولادنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نعلِّمهم السورة من القرآن " .
تعليم القرآن هو أساس التعليم لأنه يؤدّي إلى تثبيت العقيدة ورسوخ الإيمان :
الإمام الغزالي يوصي في إحيائه بتعليم القرآن للأطفال وتحفيظه ، وأوضّحُ أنّ تعليم القرآن هو أساس التعليم في جميع المناهج الدراسيَّة في مختلف البلاد الإسلامية ، لأنَّه شعارٌ من شعائر الدين يؤدّي إلى تثبيت العقيدة ورسوخ الإيمان .
لاحظ أنَّ السور التي قرأتَها وحفظتَها في سنٍ مبكِّرة لا تزال حتّى الآن تحفظها ، لأن العلم في الصغر كالنقش في الحجر ، والعلم في الكبر كالكتابة على الماء ، إن سَمع خطبة يقول : ما شاء الله . وإن سألته : ماذا قال الخطيب ؟ يقول : والله لا أتذكَّر شيئاً منها . والعلم في الكبر كالكتابة على الماء ، لا يتذكر كلمة واحدة أو حرفاً منها ، لكن الخطبة كانت ناجحةً جداً هكذا يقول.
ابن سينا نصح في كتابه السياسة ، بالبدء بتعليم الطفل القرآن الكريم بمجرَّد استعداده جسمياً وعقلياً لهذا التعليم . كانت تجري مسابقات لحفَّاظ القرآن الكريم ، فمرّة كان أصغر طفل حافظاً خمسة أجزاء ، وطوله يبلغ ستين سنتيمتراً ، أوقفوه على الكرسي ليتسلَّم الجائزة من وزير الأوقاف ، وبالطبع لا يقرأ ولا يكتب وقدموا له حلوى هدية ، وطفل عمره تسع سنوات حافظاً للقرآن بكامله ، شيء رائع جداً .. طفل يحفظ القرآن بكامله هل هي قضيَّة سهلة ؟ هذا طفل يجب أن يكرَّم .
لابد لكل طفل من مثل أعلى و المثل الأعلى له هو النبي الكريم :
يروى أنَّ الفضل بن زيد رأى مرَّة ابن امرأة من الأعراب أُعجب بمنظره ، فسألها عنه ؟ فقالت : " إذا أتمَّ خمسَ سنوات أسلَمته إلى المؤدِّب فحفِظَ القرآن فتلاه ، وعلَّمه الشعر فرواه ، ورُغِّب في مفاخر قومه ، ولُقِّن مآثر آبائه وأجداده ، فلمَّا بلغ الحُلم حملته على أعناق الخيل فتمرَّس وتفرَّس ولبس السلاح ، ومشى بين بيوت الحيّ وأصغى إلى صوت الصَّارخ " (من باب المروءة) هذه أعرابية هكذا تعلِّم ابنها ، هذه تربية أعرابية من البادية ، الآن يتعلَّم ويعرف أسماء الفنَّانات والفنَّانين ولاعبي الكرة ، وكل الأخبار غير الحسنة يحفظها عن ظهر قلب .
حديث دقيق جداً يا إخواننا الكرام : أدِّبوا أولادكم على حبِّ نبيِّكم ، معنى ذلك أن الطفل لابدَّ له من مَثَلٍ أعلى ، يحتاج إلى مُثُل ، فالنبيّ هو المثل الأعلى وصحابته والعلماء و التّابعون ، والأبطال والأشخاص الأفذاذ هؤلاء اقرأ له في سيرتهم ، والقرآن الكريم ، يَنْمُ وتَقوَ لغته ويستقِم لسانه . | |
|