زعيم الدردشة مشرف عام
رسالة SMS : [/scroll] مَــزَآجـــِي اَلْيُـــــومْـ : عدد المساهمات : 129 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 09/05/2009 العمر : 28 الموقع : مفيش المزاج : عالى جدا ومش هتوصلولوا
| موضوع: التربية الأيمانية(الجزء الخامس)والأخير الأحد مايو 17, 2009 1:29 pm | |
| كل مولود يولد على الفطرة :
إخواننا الكرام : الطفل على الفطرة :
(( كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ تُنْتَجُ الْبَهِيمَةَ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ ))
[ أخرجه البخاري عن أبي هريرة]
أي أن بُنْيته النفسيَّة متوافقة مع الشرع مئة بالمئة ، فهناك آباء يحافظون على هذه الفطرة ويرقَون بها إلى الصبغة ، وهناك آباء يشوِّهون هذه الفطرة ، وهم في حقِّ أولادهم -والله- مجرمون ، كلُّ مولودٍ يولد على الفطرة ، فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه ، ولكن لم يقل يُسْلمانه لماذا ؟! لأنه في الأصل مسلم هو على الفطرة ، لأنَّ الفطرة دين الله :
(سورة الروم)
الأب مسؤول عن كلِّ حركات ابنه وسكناته قبلَ سنِّ البلوغ :
يقول الإمام الغزالي : " الصبيُّ أمانةٌ عند والديه ، وقلبه الطاهر جوهرةٌ نفيسة ، فإن عُوِّد الخير وعُلِّمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة ، وإن عُوِّد الشرَّ وأُهمل إهمال البهائم شقيَ وهلك وصيانته بأن يؤدِّبه وأن يهذِّبه وأن يعلِّمه محاسن الأخلاق " .
ألا تستمعون لأطفال في الطرقات يتكلمون بكلمات من الوقاحة والبذاءة بحيث إن الإنسان يكاد يخرج من جلده منه ، أين أبوه هذا ؟ أبوه قد شوَّهه ، ألقاه في الطريق وسمح له أن يجالس رفقاء السوء فشوَّهه . إذاً فمهمتنا كيف تَسَلَّمنا هذا الطفل ؟ تسلَّمناه على الفطرة ، فمهمَّة الأبِ بادئ ذي بدء أن يحافظ على فطرته ، إذا كان عالماً يرقى بها إلى الصِّبغة ، قال تعالى :
(سورة البقرة )
الفطرة صفحةٌ بيضاء لكنَّ الصبغة كمالٌ في كمال ، لذلك فالأب الذي يرسل ابنه إلى مدارس أجنبية ، أو إلى مدارس ليست على ما يرضي الله عزَّ وجلَّ ، أو يسمح لابنه مثلاً بأن يذهب إلى بلاد بعيدة وهذه البلاد لا تعرف الله أبداً ، فسينشأُ نشأةً سيِّئة وسيتربى تربية سيِّئة ، فلذلك الأب مسؤول عن كلِّ حركات ابنه وسكناته قبلَ سنِّ البلوغ ، سيتحاسب حساباً شديداً ، الأُبوَّة مسؤوليَّة والأُبوَّة أمانة ، هذا الطفل أمانةٌ عند والديه .
من أنشأ ابنه على العمل بوقت مبكر سيبارك الله له و من أهمل ابنه فسيدفع الثمن باهظاً :
في إحدى المرَّات شخص له عندي قضية فقلت له : متى نلتقي ؟ فقال لي أنا موجود باكراً . قلت له الساعة التاسعة مثلاً . قال : لا ، الساعة السادسة أكون بمكتبي . فسألته عن السبب . فقال لي : إنَّ والدي عندما كان عمري خمس أو ست سنوات كان يوقظني يومياً لأُصلِّي الفجر معه في المسجد ، فذهبت معي عادةً إلى الآن .. يستيقظ قبل الفجر ويصلّي ويجلس ليعمل ، (بورك لأُمَّتي في بكورها) ، عمره الآن ستون سنة . يحضر إلى مكتبه الساعة السادسة صباحاً ، والناس كلها تأتي لأعمالها ما بين الساعة تسعة إلى الساعة الثانية عشرة ، هذه من آثار تربية والده ، فإذا نشَّأْتَ ابنك على العمل بوقت مبكر ، فهكذا ينشأ .. على الصلاة في المسجد ، على صلاة الفجر ، وإذا وجد إهمالاً يدفع الإنسان الثمن باهظاً .
الإنسان مادام قلبه ينبض فهو قادر على تصحيح كل تقصير في حياته :
لا تنسوا أنَّ أخطر موضوع في حياة الإنسان هو : تربية الأولاد ، وأنَّ المنهج الدينيّ وأنّ القرآن والسُّنة فيه من التوجيهات الدقيقة ما يعجب لها الإنسان ، هل في ديننا هذه الدرجة من التوجيهات ؟! نعم ، وإن شاء الله سأستعرضها كلَّها في هذه الدروس ، قد نبقى مع هذا الموضوع عدَّة دروس ، أو قد يكون عدَّة أشهر مع هذا الموضوع ، وهو يهمُّ كلّ أب وكلّ شاب على أبواب الزواج حتى يربي أولاده ، وإذا حضر معنا طفلٌ صغير فيرى نعمة ربَّه ، يرى هل يا ترى يتربى تربية صحيحة ، حتى يربِّي أولاده في الكبر تربية صحيحة ؟
على كلٍ أرجو أن تكون هذه الدروس منطلقاً لنا جميعاً لتربية أولادنا ، وإن وجد إنسان مقصِّر سابقاً فمن الآن نحن نبدأ ، وإن وُجِد تقصيرٌ من الآن يصحَّح ما دام القلب ينبض ، فما دمنا أحياء فنحن في فسحةٍ.
والحمد لله رب العالمين | |
|